الاثنين، 29 سبتمبر 2008

جلسة عائلية



في جلسة عائلية لفرع ناء من العائلة نادرا ما تحدث كانت ساعاتي الماضية . فرحت بوجوده أكثر من فرحتي بالعيد الذي ننتظره .. " أبيه حسام " على الرغم من انه لا يحوي في درج مكتبه أكبر شهادات التعليم إلا أن حديثه يأسرني بكل المقاييس . يحفظ من الشعر مالا أحفظه أنا هاويته يردد كل محتويات كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " وكأنه مفتوح أمام عينيه يقرأه بمنتهى السلاسة . آراءه يتبعها آية قرآنية أو شعر أو حديث . أعترف أن له عقل يفوق عقول من حصلوا على الماجستير أو الدكتوراه في كليات القمة – كما يدّعون- تمنيته زوج لي ولكن للأسف هو فعلا متزوج .. رحنا نحن بنات العائلة نسرد عليه مشاكلنا دون خجل لأننا واثقون أن رأيه سيفاجئنا كعادته وأن إصراري على رأي معين سيذوب أمامه في استسلام ورضا . فكان سؤالها :- هل تختار من أحبته بعقلها أم من أحبته بقلبها ؟ كان جوابه بشكل عام :- اشرحي لي من تحبيه بعقلك ومن تحبيه بقلبك ..فشرحت في عقد مقارنة كانت في صالح الأول الذي ذكرت كل مزاياه وأنه الرجل الذي ستندم على ضياعه العمر كله هو ذاك من تحبه بعقلها أم قلبها لا .. إذا فهي تعترف أنها لا تحبه . أما الآخر فلما تحدثت عنه ذكرت عفوا كل عيوبه والحسنة الوحيدة له لديها انه تحبه بكل قلبها .. تقول أنه يملأها ويغنيها عن رجال الدنيا بحنانه وفيض مشاعره ..عندما تجلس بجواره تشعر بدفيء غير عادي . أبيه " حسام " لم ينفعل عليها كيف تحب من كله عيوب ولا تحب من كل ميزات لأني أعرف ما بداخله أنه ليس من الضروري أن يكون الشخص ملاك أو به أحلى الخصال كي أحبه فالقلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيفما يشاء .. ولكنه قال :- كل النساء تطلب من الرجل الحنان والحب .. كلهن لها نفس الاحتياج بمعنى أنه ليس من الصحيح أن تختاري بعقلك فقط وتجنبي قلبك ولكن اعقدي موازنة وسطية فإذا لم تحبي الأول بقلبك وعقلك معا فلا معنى لوجوده في حياتك وإذا لم يرض الثاني عقلك فلا تضحي بكل شيء من أجل شيء واحد هل سترضين بعيوبه مقابل حبه ؟ وماذا لو ذهب الحب ؟ فالحب قبل الزواج هو رسم واهم للجنة أما الزواج فهو الدنيا وفي الدنيا فصول أربعة .. خريف , شتاء , ربيع , صيف ..هل ستصمدين إذا سقط العشق في أول فصل مع مساس أول عيب له بك ؟ وأنا أرى الفيصل بين الاثنين هو مقدار التدين وأعني بالتدين الوسطية لا التزمت لأن تدينه هو الذي يجعلك تشعرين بالأمان وأنه سيحافظ عليك فعلا .. ستلفين برأسك على الوسادة في ابتسام أنه بجوارك من يحمل عنك جرحا ممكن أن تقابلينه غدا .. سيتقبلك في جميع حالاتك .. سيغفر لك إهمالك مظهرك سقطا من ضغط الشغل ولن ينظر لأخرى غيرك . تغير وجهها :- تقصد زن ؟ إنها من الكبائر . يواصل حديثه ليست فقط من الكبائر بل هي فقر في المال ومرض في الأبناء .. ليت حد الزنا يكون الآخرة ولكنها ستمس الدنيا أولا والإنسان الضعيف هو الذي يفكر في مكان يخطف فيه عشيقته بعيدا عن عيون الناس ليعبث بجسدها ما يمنعه فقط هو وجود الناس لا وجود الله ولكن الإنسان المتدين هو الذي إذا همت نفسه بلحظة ضعف وأخذ يبحث عن مكان يخرج فيه ضعفه فسيبحث أولا عن مكان شرعي وإن شقت ظروفه سيبحث عن مكان لا يراه فيه الله فلا يجد فيعود أقوى مما كان .
حقا التدين هو الفيصل . لكني تسللت في حديثه خوفا عليها مبدية وجهة نظري التمردية أن لا شيء يضاهي الحب وأن كل شيء سهل الحصول عليه .. المال يمكن مجيئه العيوب يمكن معالجتها ..حتى التدين يمكن بمرض يصيب الإنسان يصبح بعدها أكثر قوى إيمانية مني ومنك . أرفض فكرة حب العشرة وأؤيد تماما حب العشق .. لست بحاجة لشخص يتحمل مسئوليتي فأنا لدي قوة شخصية لأتحمل مسؤولية نفسي . لست في احتياج لشخص ينفق علي فلدي عملي يكفيني .. أنا لست في احتياج أي شيء سوى حب يملأ قلبي يجعلني بعدها أكتب أحلى قصيدة وأروع قصة .. وأتنهد في انتشاء أني وجدت احتياجي في أمر شرعي . هذا هو رؤيتي للزواج .. سد احتياج لا أسس وقواعد وشروط مجتمعية فحسب . ومع ذلك فقد مال عقلي لرأي " أبيه حسام " وأنا أشجعها على أن تختبر تدينهما وأشجعها أكثر على اختيار الشخص الأول .. اختيار العقل وأنتظر النتيجة منها .

هناك 8 تعليقات:

هويدا صالح / عشق البنات يقول...

المشكلة الأزلية التي تقابلنا نحن النساء
أنا أؤيد أن تتزوج المرأة من تعشق وعشقها سيكون دافعا لحل كل المشكلات
أما من تعقد صفقة عقلية تأتي في لحظات فارقة وتقول أنا لا أحب هذا الرجل
ساعتها لن تجد الفرصة لتتراجع أو لتصنع حياة أخرى
كل سنة وأنت طيبة وجميلة ولا تقعي في اختبار صعب بين حب العقل وحب القلب .

Dr. wessam kabil يقول...

ماما هوايد

كان نفسي فعلا أعرف رأيك

من الصعب جدا جدا اننا نحب بس من السهل اننا نكره

يعني لو الميزة الوحيدة في الشخص التاني انها بتحبه فلو راح الحب ده هيتبقلها ايه ؟ وفي الغالب هيروح ماعدش في حب بيدوم الايامدي المشاعر بقيت بلاستك غصب عننا والله . اما الشخص الاول فلو محبتهوش النهارده هتحبه من حبه ليها بكره وكل مزاياه المقبولة عقليلا هتكون دافع للحبه . اعتقد ان خسارتها مع الاول هتكون اقل

انا بفكر معاكي بصوت عالي بحط كل الآراء لكل البنات . ومحتاجين عقل كبير زيك يحكملنا مع الاخذ في الاعتبار اننا جيل لا يقوى على التحمل مثلكم.

قصاقيص يقول...

ماما هويدا
.............
انا مع حضرتك بس المشكلة ان ممكن الحد اللي بنحبه هو اللي يبقي رافض للتغير.فيه ناس كتير بيتعاملوا بمبدأ"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"..الإتفاق علي مبدا التغيير غير الاجباري او المشروط بين اتنين متفقين اساسا علي الحب اكيد هيخلق سعاده اكتر من اختيار عقلاني مجرد من المشاعر هيحول الحياه لعلبه كبريت مخنوقة او بيت جديد للدميه
لو اتعلمنا نقبل بعض كتركيبه وحاله من غير تقسيم في البدايه ده هيدينا فرصه اكبر نشوف الصورة من زاويه اوسع ,,نشوف عيوبنا قبل عيوب اللي قدامنا,, كفي بالمرء نبلا ان تعد معايبه يعني ماينفعش تكون عيوب حد سبب لاننا نحكم عليه بانه غير صالح للتعايش الادمي او الحياتي..لاننا لو دورنا هنلاقي فينا اكيد عيوب
"من كان منكم بلا خطيئة ..فليرمها بحجر"
وطبعا خبرة حضرتك هتفيدنا كتير في امر زي ده


وسوم حبيبتي
............
استنيت طرحك اللجدال ده...يمكن انتي وانا سبقنا التدوينة بيوم في الكلام عنه
عارفه اخر مقطع اكدلي ان البوست ده رغم انه واقعي الا انه قبل مايتنقل لارض الواقع كان صراع حاد علي المسرح الفكري الخاص ببطلته...كلامك الاخير فيه رد حلو جدا علي الواقع بس ياريت يتعمل بيه
...................
هتوحشوني اوي انا مسافرة الصبح وغالبا هغيب وقت طويل
..............
لا اله الا الله

رحــــيـل يقول...

القلب طبعا يابتنى

انا معاكى تماما بس مع مراعاة ان مش كل حاجه ممكن اننا نقبلها بدعوى الحب

فى حاجات لازم نقف عندها ونراجع نفسنا

كل سنه وانتى طيبه وبخير

عيد سعيد

Dr. wessam kabil يقول...

الى الآنسة مي.. هقوم أكلمك حالا وكويس ان انتي مسافرة ربنا كتبلك عمر جديد ونجاكي من علقتي قصدي عديّتي .

متفقة جدا معاكي في ان تغيير الطرف الآخر كلام فاضي بصراحة يعني لا تقبله على كده لا بلاش . بس الاحلى ان كل اللي حاسس انه بيعمل حاجة غلط لما تسمو روحه بالحب يغيرها بنفسه والله غيرها للأحسن اهلا وسهلا ماغيرهاش يبقى كل واحد يتحمل نتيجة اختياره . وزي ما قلتي في حاجات كده بتتاخد باكت واحد لا تخديها كلها لا تسبيها كلها .

رحيل

سارة حبيبتي وحشاني مووووووووووت

حلوة قوي قوي كلمتك ان مش كل حاجة ممكن نقبلها بدعوى الحب . ابيه حسام قال الفيصل هو التدين؟

ايه رأيك دا كفايه انه يكون مقياس تقبل او رفض اي حاحة. ولا ايه الحد اللي يخليك تعملي استوب .

القلب يخطيء أحيانا .
بكررها انا بكلم بكل لسان مش بلسان وسام

romansy يقول...

كل سنه وانتى طيبه
عيد سعيد عليكى وعلى المسلمين جميعا
باليمن والخير والبركات
ما اروع الاحساس باللمه
عيد سعيد عليكى وعلينا

Dr. wessam kabil يقول...

romansy

كل سنة وانت طيب يا احمد

شكرا على مرورك

هويدا صالح / عشق البنات يقول...

للأسف يا وسام أنت ومي لست من الحكمة أن أبدي رأيا صائبا ...
رأأي حسمته منذ سنين فلن أكون تلك الحكيمة أبدا ...
ولكن ربما رأي هؤلاء النساء اللائي أكتب عنهن وأكتبهن هو ما أقدر على قوله ...
ربما ينوجع القلب ويشعر بالحب قويا مدمرا ولكن الآخر لا يكون أهلا لذلك الحب ساعتها تقف المرأة الأنثي في مواجهة نفسها وكرامتها وشعورها بذاتها وتقرر بحسم لا رجعة فيه أن أنسي يا بنت ذلك الآخر الذي لا يشعر أو ربما يشعر ويعرف ويمارس تدلله ساعتها تعصر قلبها وتدوس عليه وتبحث عن آخر يحبها وهي لا تحبه ... يعشقها ولا تعشقه .. بل ربما تقسم بينها وبين نفسها ألا تضع ذاتها في مواجهة مشاعر ما مرة أخرى ...
ساعتها العقل يكون هو مسعفها ومنقذها ولا مكان في حياتها لما يسمى بالقلب ..
حتما ربما تندم في يوم وتقول يا ليتني أعطيته فرصة .. ولكن من يدري أنها لو أعتطته فرصة لنجح في أهليته لتلك العلاقة ...
لاأعرف هل هذا التداعي أجاب عما في ذهنيكما من تساؤل أم زادكما حيرة
لكما محبة قد السما