الأحد، 21 سبتمبر 2008

ليس من حقي الابداع .. لأنني لست معاقة


لماذا نتمنى زوال النعمة كي نتطلع إلى ما هو أكثر منها ؟ إذا كنت إنسانة لدي أي نوع من الاعاقة سوف تنحني لي الرؤؤس وتخلع لي القبعات وتحمر الأيدي من التصقيف حين أمارس الكتابة أو القراءة أو الرسم أو حتى سماع الموسيقى بأذن معاقة .. بعد كل هذا أسمى "متحدية الاعاقة " . أما إذا كنت سليمة الاعضاء – بالطبع النفس لا – فلن ألاقي كل تلك الحفاوات عندما أقول أني أحب كتابة الشعر أو القصة أو الرسم ..بالعكس سوف تشير إليّ أيادي المجتمع الذي مهما حدث له من تطور فلا يزال يحوي بداخله أفكاره القديمة ..سوف ألام بأني سأصبح عانس في يوم من الأيام لأنني تجاوزت العشرين وأرفض الزواج قبل أن أضع قدمي على طريق مستقبلي ..مستقبلي أنا . سوف يحمر وجهي وأنا في الصالون من نظرة عريس الهنا وهو يقول في تعجب وسخرية في آن واحد :- الكتابة!!! مش شايفة انك خيالية شوية وإن الحاجات دي كلها ملهاش لزمة ..المهم البيت والأولاد ؟
هناك بحث أكيد يقول أن الذكاء يورث من الأم وعندما قيل أن الخال والد هذا حقيقي بالفعل لأن معظم الصفات الوراثية تحمل من الخال بالطبع عن طريق الأم . بما أني أحب الكتابة ..الرسم –أعمال مهارية- فمن المحتمل بنسبة تسعين بالمائة أن يرث عني أبنائي كل هذا وأعززهم أنا بخبرتي وأنمي قدراتهم فيضاف إليهم الذكاء .. هل سيفرح هذا العريس عندما يجد أبنائه موهوبين أما سيأخذ الأمر منهم مأخذه معي ؟
هل إذا كنت بنت دون الجمال –جمال الشكل – أعترض على تلك الجملة – هل سيكون موقف الجميع مني كذلك (ملكيش غير بيتك وجوزك ) أم لأن وقتها سيكون الصالون خالي دائما من أي رجل يأتي لشراء بضاعة غير رائجة فسيفسحون لي صدورهم بكلمات المواساه :- الرك على الروح .. الجمال جمال الروح .. وانتي عندك موهبة الناس تحسدك عليها . وأجد منهم تشجيع ودفعات فيما قد رفضوه اما وجود الجمال الشكلي أو القبول ..!!
منطق غريب أيها المجتمع الذكوري .. لم تجدي معك محاولات قاسم أمين ولا تذكر نازك الملائكة ولا بنت الشاطيء ولا السيدة سكينة بنت الحسين صاحبة أول صالون ثقافي في الاسلام ولا بنازير بوتو ولا حتى أبله سوزان !!

ليست هناك تعليقات: