الثلاثاء، 1 مارس 2011

الحلقة الأولى من " مؤامرة المجاذيب"



ظهور في مقهى العشماوي

القرية لا تزال نائمة,بينما يحاول بنفسج السحر الصحو ..هل سيكشف الصباح المستور؟
ويفرج عما دبره لأهل القرية هذا الـ" هبابوه وأعوانه"
هبابوه ... أحد الرموز المميزة للقرية منذ مولدي كان المتسول الوحيد وسط جعبة من المجاذيب التي تذخر بها قريتنا وأنا أكبر عاما بعد عام لايزال هبابوه بثوبه المرقع وعصاه الغليظةِ البُنِّيةِ اللون وصوتِه الجهوري .. تُرى بعد كل هذا العمر ,فيم يفكر هبابوه الآن ماذا يدبره للقرية المسكينة.. ؟!
• في ليل أمس لأننا على وشك الصباح الآن كنت أنا الشارد الوحيد في القرية علّي أجدُ في هذا الفراغ متعةً جديدة تكسر ملل كائن خفاشي متقلب المزاج مثلي.
مقهى العشماوي .. أشهر مقاهي القرية تقريبا.حدث غريب أن يظل باسطًا مقاعده إلى هذا الوقت المتأخر.. ربما هناك ما ناداني لأخرج .. ربما !
في جذع تلك الشجرة العملاقة تواريت.. ظلي مختلط على الأرض بظلال أوراقها وفروعها.. أرى هبابوه الشحاذ يحيط به مجموعة من ستة رجال ..يمكنني
مد رقبتي أكثر لأدقق النظر في الرجال الست الآخرين .. صبحي , الشيخ زوزو عسلة , ومحمود الموسوس, الشيخ مصطفى , وقرقر ...
أما عن السادس فأعتقد أنه سيد صبي القهوة ! هذا العاشق الأول للجنيه,كل ملابسه جيوب.. جيوب وحسب,لتدس له مايطلب لا ماتريد أنت. بكم رشَوْكَ ياسيد الهناء لتفتح المقهى في هذا الوقت ؟
تُرى لماذا هذا الجمع في هذا الوقت؟! الخمس رجال هم مجاذيب القرية
آكلوا حصاها ومروّعوا أهلَها بحركات جنونية مفاجئة ..أصوات صارخة في البرية يوقظون النائم ويقلقون راحة المستريح ..هل للمجاذيب أن يتلاقوا هكذا يفكرون
ويخططون ويخدم عليهم سيد القهوجي !.
بصوته الغليظ زاده الانخفاض غلظة قسّم "هبابوه" الأدوار وهو يخطط على الأرض بعصاه ثم يصوبها في صدر من يوجه له الأمر
صبحي :- انت هتقف على كوبري البلد تمنع أي عربية إنها تدخل أو تخرج من البلد بطريقتك اللي انت متعود عليها تحدفهم بالطوب .. ترفع قدام العربية لوح خشب كبير طبعا هتجيبه الصبح من عمك جنيدي اللي بيترعب منك - يقهقه هبابوه ويتبعه صبحي - يكمل هبابوه فاهم يا ض ولا مش فاهم؟
يومئ صبحي كأنه فهم ما سمع !!
زوزو:- إنما انت بقى يا شيخ زوزو فأنا عايزك ترعب الناس بصوتك الجعجاع ده وظهرك اللي خلاص قرب يلمس الأرض ماشي كإنك قنفد _ يضحك هبابوه بحشرجة مفزعة _ وتلف البلد كلها تقول "- ياعباد الله خليكوا في بيوتكوا .. ماتخرجوش النهارده الليل صعيب .. والشر بايت في الشوارع .. خليكوا في بيتكوا اعبدوا القهار ".
. أومأ زوزو عسله كأنه فهم ما سمع !
محمود يا موسوس :- انت تمشي في البلد بسكينة كبيرة هتجيبها من عمك عبد الغفار الجزار سرقة طبعا ياض _ يضربه على قفاه ويضحك _ وتمشي تقول أنا عارف مين اللي عايز يقتلني عارفه هو ورايا اهه,وتتدور فجأة تهوش بالسكينة وبعدين تكمل,لا لا هو قدامي أهه لالا على يميني أهه .. لحد ما الناس تترعب منك ومحدش يقربلك لا محدش يقربلك إيه أنا مش عايز حد يمشي في الشارع أصلا لا كبير ولا صغير .. فاهم يا حصاوي ولا مش فاهم ؟
يومئ محمود برأسه هو الآخر كأنما فهم ما سمع !!
ياشيخ مصطفى :- اما انت ياصاصا فانا عايزك تزود الحبتين بتوعك شوية تشدلي الستات في الشارع من شعرهم وطرحهم وتوقعهوملي في الأرض زي ما بتعمل يوم السوق بس تزود حبتين ومحدش يقدر عليك .. فتجري الستات تخاف منك لا وتخاف تخرج من بيتوها أصلا .. قشطة يا صاصا ؟ يقولها ويقهقه كالعادة
.أومأ الشيخ مصطفى كمن سبقوه كأنه فهم ما سمع !!!
لم يتبق إلا "قرقر " الفتى ..هذا المجذوب الجذّاب الذي لاتصعقه الكهرباء مطلقا ولا أحد يعرف السبب .. غرز هبابوه العصا في صدر قرقر وقال :- أنت يا قرقر الكلب
هتقطع كل أسلاك التليفونات والكهربا في البلد كلها عايزك تخليها سودا على دماغهم ..
انفض الاجتماع المريب لمجاذيب القرية وهبابوه يوصي الجميع بعدم النسيان والجميع يومئ .. وهبابوه يردد غدا في السادسة .. في السادسة .

لم يعد لبقائي خلف الشجرة داع .. ولأشكر ظلها الذي حملني طيلة ساعة
لأسيرَ محملا بالحيرة والإثارة,تُرى ماذا سيحدث غدًا في السادسة وأي سادسة صباحا أم مساءا وما الذي اتفق عليه كل هؤلاء المجاذيب !!! لعل الغد يأتي ضيفا محملا بالمفاجآت..


تأليف:- وسام قابيل