الاثنين، 29 سبتمبر 2008

جلسة عائلية



في جلسة عائلية لفرع ناء من العائلة نادرا ما تحدث كانت ساعاتي الماضية . فرحت بوجوده أكثر من فرحتي بالعيد الذي ننتظره .. " أبيه حسام " على الرغم من انه لا يحوي في درج مكتبه أكبر شهادات التعليم إلا أن حديثه يأسرني بكل المقاييس . يحفظ من الشعر مالا أحفظه أنا هاويته يردد كل محتويات كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " وكأنه مفتوح أمام عينيه يقرأه بمنتهى السلاسة . آراءه يتبعها آية قرآنية أو شعر أو حديث . أعترف أن له عقل يفوق عقول من حصلوا على الماجستير أو الدكتوراه في كليات القمة – كما يدّعون- تمنيته زوج لي ولكن للأسف هو فعلا متزوج .. رحنا نحن بنات العائلة نسرد عليه مشاكلنا دون خجل لأننا واثقون أن رأيه سيفاجئنا كعادته وأن إصراري على رأي معين سيذوب أمامه في استسلام ورضا . فكان سؤالها :- هل تختار من أحبته بعقلها أم من أحبته بقلبها ؟ كان جوابه بشكل عام :- اشرحي لي من تحبيه بعقلك ومن تحبيه بقلبك ..فشرحت في عقد مقارنة كانت في صالح الأول الذي ذكرت كل مزاياه وأنه الرجل الذي ستندم على ضياعه العمر كله هو ذاك من تحبه بعقلها أم قلبها لا .. إذا فهي تعترف أنها لا تحبه . أما الآخر فلما تحدثت عنه ذكرت عفوا كل عيوبه والحسنة الوحيدة له لديها انه تحبه بكل قلبها .. تقول أنه يملأها ويغنيها عن رجال الدنيا بحنانه وفيض مشاعره ..عندما تجلس بجواره تشعر بدفيء غير عادي . أبيه " حسام " لم ينفعل عليها كيف تحب من كله عيوب ولا تحب من كل ميزات لأني أعرف ما بداخله أنه ليس من الضروري أن يكون الشخص ملاك أو به أحلى الخصال كي أحبه فالقلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيفما يشاء .. ولكنه قال :- كل النساء تطلب من الرجل الحنان والحب .. كلهن لها نفس الاحتياج بمعنى أنه ليس من الصحيح أن تختاري بعقلك فقط وتجنبي قلبك ولكن اعقدي موازنة وسطية فإذا لم تحبي الأول بقلبك وعقلك معا فلا معنى لوجوده في حياتك وإذا لم يرض الثاني عقلك فلا تضحي بكل شيء من أجل شيء واحد هل سترضين بعيوبه مقابل حبه ؟ وماذا لو ذهب الحب ؟ فالحب قبل الزواج هو رسم واهم للجنة أما الزواج فهو الدنيا وفي الدنيا فصول أربعة .. خريف , شتاء , ربيع , صيف ..هل ستصمدين إذا سقط العشق في أول فصل مع مساس أول عيب له بك ؟ وأنا أرى الفيصل بين الاثنين هو مقدار التدين وأعني بالتدين الوسطية لا التزمت لأن تدينه هو الذي يجعلك تشعرين بالأمان وأنه سيحافظ عليك فعلا .. ستلفين برأسك على الوسادة في ابتسام أنه بجوارك من يحمل عنك جرحا ممكن أن تقابلينه غدا .. سيتقبلك في جميع حالاتك .. سيغفر لك إهمالك مظهرك سقطا من ضغط الشغل ولن ينظر لأخرى غيرك . تغير وجهها :- تقصد زن ؟ إنها من الكبائر . يواصل حديثه ليست فقط من الكبائر بل هي فقر في المال ومرض في الأبناء .. ليت حد الزنا يكون الآخرة ولكنها ستمس الدنيا أولا والإنسان الضعيف هو الذي يفكر في مكان يخطف فيه عشيقته بعيدا عن عيون الناس ليعبث بجسدها ما يمنعه فقط هو وجود الناس لا وجود الله ولكن الإنسان المتدين هو الذي إذا همت نفسه بلحظة ضعف وأخذ يبحث عن مكان يخرج فيه ضعفه فسيبحث أولا عن مكان شرعي وإن شقت ظروفه سيبحث عن مكان لا يراه فيه الله فلا يجد فيعود أقوى مما كان .
حقا التدين هو الفيصل . لكني تسللت في حديثه خوفا عليها مبدية وجهة نظري التمردية أن لا شيء يضاهي الحب وأن كل شيء سهل الحصول عليه .. المال يمكن مجيئه العيوب يمكن معالجتها ..حتى التدين يمكن بمرض يصيب الإنسان يصبح بعدها أكثر قوى إيمانية مني ومنك . أرفض فكرة حب العشرة وأؤيد تماما حب العشق .. لست بحاجة لشخص يتحمل مسئوليتي فأنا لدي قوة شخصية لأتحمل مسؤولية نفسي . لست في احتياج لشخص ينفق علي فلدي عملي يكفيني .. أنا لست في احتياج أي شيء سوى حب يملأ قلبي يجعلني بعدها أكتب أحلى قصيدة وأروع قصة .. وأتنهد في انتشاء أني وجدت احتياجي في أمر شرعي . هذا هو رؤيتي للزواج .. سد احتياج لا أسس وقواعد وشروط مجتمعية فحسب . ومع ذلك فقد مال عقلي لرأي " أبيه حسام " وأنا أشجعها على أن تختبر تدينهما وأشجعها أكثر على اختيار الشخص الأول .. اختيار العقل وأنتظر النتيجة منها .

أطياف العمر

هما يفرحان بخريف العمر وثلاث خطوط لقوس قزح باقية من الشتاء الماضي ليطعم كل منهما الآخر ..تلك الرغبة التي أخفياها عنا . الغرفة المجاورة أصبحت فارغة مثلما تمنيت كل يوم . لم أكن أدرك مرارة الفراق ولا ضيق أنفاس الوحدة التي أنشدها عمدا الآن أصبحت قهرا . لم أتعذب بطيف روحي جدي مثلما أتعذب الآن . قد جاءت خيالات عاداته تلازمني ..السعال بصوت عالي .. رائحة تبغه على مقعده الخالي في المقهى .. صوت الملعقة في دوامات شاي ثقيل وأجزاء قد لقطها من اسمي . لا يزالان يفرحان بخريف العمر .. يسيران في سعادة لم أرها على وجهيهما من قبل لماذا حرمانا تلك السعادة.. لإتمام رسالتهما في الحياة .الرسالة لم تنته بعد لا أزال وحيدة . أطيافهم تلتصق بأوراق الخريف المتساقطة والغرفة لازالت فارغة والبيت يهوى صدى الذكرى ونداءات على من بالمطبخ وعلى من ينتظر اتصال بعينه . نفق الزمن يبتلعني ..سأعلق كل الأطياف على الحائط ..أطياف من ماتوا ومن لم يعيشوا كي يموتوا ..سأحتفظ بما تبقى في البيت من دفيء وحنان في كل االكؤس الفارغة وأقلبها على فوهتها ليظل بها أتنفسه عند الاشتياق . ليتني أدركت قبل هذا حين فرطت في دعوى التجمع كيف تكون الوحدة قاسية

عذرا للفهم الخاطيء


النهاية هي التي لا أريدها لنفسي الآن ..لأني أعلم شكل النهاية . للخوف لحظات في حياتي نسيتها في لحظة خوف سكنت كل جزء من جسدي .. ارتباك أعضائي عاق لساني عن الكلام ..جرد صوتي الصوت ..قلبي لم يعد قلب أخذ يتقلص ..يتقلص في نهاية مشوار حياتي باهت أمامي الآن ..هل عشت فعلا قبل هذا الارتجاج ؟ النهاية حتما ستكون البداية لفقدان الماضي والحاضر والمستقبل لا أتذكر الآن أي حدث في حياتي . أحاول أن أبعث نداء روحاني إلى أمي كي تنقذني دعواتها بالنجاة فنسيت خط الاتصال . نسيت ملامحها .. ولا أرى في ذاكرتي ولا في هذا الظلام المربك غير أنياب الذئاب واستغاثات صدر مزقت سترته وشفاه قبلت عنوّة من أفواه لا حصر لها .. أضغط كل ضلع من أضلعي لتقل مساحته لأظهر أمام عينه قبل أن يستعين بأعين غيره أني طفلة صغيرة الحجم ليس لدي ما ينهي شهوته بابتسامة فخر ..طائر الخوف الحائر يسكن قلبي الآن أكثر مما يسكن قلوب تتستر بالظلام في الظلام تحت قذف مشتعل ودائرة متوسطة العمق من الدماء .. هل ستأتي الطلقة من الخلف .. من الأمام .. أم قذيفة من السماء ؟ ماهي مشاعر من وقع الآن تحت ناب ذئب جائع قد استفز جوعه وجودك لحما مرسوما على الحائط سيأكله مرة واحدة أم سينتقم لاستفزازه بكونك آدميا له صورة عارية على الجدران في أشد لحظات جوعه ؟ أتساءل هل هناك ما يسكت الذئاب عندما تعوي؟ فتكون الإجابة لا يسكت عواء الذئاب غير ما يمنع لعابها من السيلان . أواصل الانضغاط لأتقلص في أقل مساحة .. محاولات فاشلة لإخفاء علامات الأنوثة التي أفرحت أمي ذات يوم باني أصبحت عروسة . كلما امتد بنا الطريق لا أرى إلا الظلام . وعندما رفع هاتفه على أذنه أدركت أن هناك عند منحنى معين سأجد في انتظاري الكثير من الذئاب . أرخيت كل مقبوض في جسدي ورحت أبحث في حقيبتي عما يبعث الأمان فأغير النهاية .. كتاب شعر عمي .. قلم حبر أزرق ..حافظة منتفخة ..أدوات ماكياج إلا المرآة التي أبدا لا أحملها ليتها كانت معي الآن فأمزق شرايينهم أو شراييني أنا ..اسبراي معطر ..هل أسرق موقد سجائره وأشعل النار في المعطر فينفجر فيّ وفيه ؟
النهاية ..الطريق المتعرقل يرفع السيارة إلى أعلى ويخفضها بقوة فيزداد تأرجح أعضائي في فراغ روح أسلمت نفسها لله تنتظر النهاية . بعد نصف ساعة من المسير بتلك السيارة في هذا الطريق كانت نهايته أمامي خرابة مملوءة عن آخرها بأكياس بلاستيك رصاصية ربما كانت أكياس زبالة أو جثث السابقات قد مص دمهم . لا أستطيع النظر إليه هذا السائق الذي لا يزال يضع هاتفه على أذنه رنات أجراس تتسرب من الفراغ بين سماعة الهاتف وأذنه .. لا أحد يجيب .هل هذا نظامهم رنة فحسب حتى لا أسمع حديثهم فأصرخ ؟ كم عددهم ..لا يهم ..هل سأشعر بكل انتزاعاتهم أم سأموت مسبقا ؟ هل سيغريهم جسدي الذي ازرق لونه من الخوف ؟ أم لن يروا لونه في هذا الظلام ؟ هل سأصرخ أم سيكتم أحدهم صوتي ؟ فقدت كل أداءات جسمي .. لا صوت لانفس لا حركة لا إحساس .
عندما وصلنا لتلك الخرابة التي رأيتها تهتز أمام عيني الغارقة في الدموع لم أنظر إلى الممر اليميني .. لم أره إلا عندما دخل منه ..في نهايته نور لبنزينة وأنفاس حياة من جديد وابتسامة من السائق أنّا قد وصلنا ..آسفا على التأخير . خرجت من التاكسي ميتة أود تقبيل يد أبي الذي يمنعني من الخروج بمفردي ليلا فأشاكسه بالبكاء فيرضى مضطرا .. أوافقه تماما على رجاءه ليّ بالزواج إذا كان هذا الزوج سيحميني من لحظات تيه بين الموت بقطع الشرايين أو بانفجار الكحول المضغوط أو بالاستسلام لتمزق جسدي تحت أنياب ذئاب نهمة .
جلست على الأرض فوق موضع التاكسي الذي أنزلني .هل ظلمت السائق أم ظلمت نفسي ؟ عشر دقائق هي مدة عودة روحي الهاربة إلى مكانها .. روحي التي لن أفرط فيها بسهول بعد ذلك لأي هوى أو لأي هدف .
في بيتي كنت أعانق الارتعاش كي يهدأ قليلا حتى لا يتمزق حجابي الحاجز ولا يغمرني العرق والدموع فأغرق لأني لا أعرف العوم.

الجمعة، 26 سبتمبر 2008

شيء اسمه عيب




يقولون الحب عيب
والكره عيب
والشعر عيب
والفقر عيب
والغش عيب
والكذب عيب
والقراءة أحيانا
عيب
فأين انت أيها
المعصوم كي أحبه
عفوا
نسيت
الحب عيب
.

زهور الحياة



قررت قطع كل خيوط
الاتصال
والرقود هنا فوق البنفسج
وداعا أيها العمر
الذي لم أعشه
واحملني أيها الموت
الصديق
يا زهوري لا تجفي
انبتي تحت جسدي
لتعلميهم ان هنا
يرقد جسد
حاول الحياة .

الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

الساحرة الخيّرة (هويدا صالح )



عندما نقول كلمة الساحرة فإننا نلصق بها دائما كلمة الشريرة إلا هذه المرة لا أستطيع وصف سحرها بالشر فهو الخير كاملا .. سيدة لم أر صورتها من قبل ..صورة غنية ..وافرة من كل الاتجاهات ..يمينا تجدها تبتسم ابتسامة الأم ، يسارا ضحكات الصديقة .. أماما تأسرك بالفكر والتواضع معا ..في كل الأركان ..في كل الاتجاهات تجدها تبتسم أعتقد أن" دافشي" كان ينظر إليها من سجف الغيب وهو يرسم "الجيوكندا " بروحها هي التي عادت للجسد الأصلي فسارت هويدا صالح جيوكندا القرن الواحد والعشرين .
بما أنني أضع كل امرأة تقابلني في حياني في تقدير نسبة إجادتها للاحتواء ..فإنني أود أن أسجد الآن شكرا لله الذي هداني إلى امرأة تنسجم مع الاحتواء وتتفوق عليه ..عالية نسبتها فيه أكثر حتى من أمي . أحب المرأة البشوشة ..المرحة .. المحبة لكل الناس ..المرأة التي إن عشت معها فعلا أطالت عمرك وجعلتك تخطيء عد سنين حياتك من تيهك بين ضحكتها وحنانها وفكرها ومؤانستها . لو كنت رجلا لبعت الدنيا من أجلها وجلست دوما تحت قدميها أقبلها في تودد وامتنان .أحقد كثيرا على أستاذنا سعيد نوح .. وبداخلي فضول محتدم للتعرف على هذا الرجل الذي عاش اثنا عشرة عاما في كنف امرأة من السماء السبع ..كيف هي شخصيته بعد معاشرته لها ؟ هل طال عمره بنفس المقدار المحسوب بقدر ما طال عمري لمرة واحدة لقاء ومحادثتين هاتفيتين ورسالة ؟ .
أريد أن أعيش ولو في الخيال في كل ركن من أركان بيتها بالذات في الشتاء ..أنا أثق أني لن أحتاج إلى أغطية ثقيلة من الصوف ولا مدفأة من الكهرباء ..سوف أجد سحب حنانها الساخنة مالكة المكان كله فأنطلق بشقاوة أعبث في منزلها وأنا أشد طرف جلبابها البيتي كي تحملني بين ذراعيها ثم أطوقها بذراعي وهي منهمكة في المطبخ في عمل المكرونة فأقبلها بعنف في وجنتيها وأخرج ..أو نتبادل السمر في البلكونة وهي تقدم لي فنجان الشاي بعد أن قبلت حافته من أجل مداعبة شفاهي ..تعلوا ضحكتنا من سرد حكايات الماضي فيدخل علينا أستاذنا سعيد في يده اليمني كتاب وهو يقطب من ارتفاع الضحكة التي أزعجته فتداعبه بكل حنيّة :- إيه يا راجل انت مالك ماتيجي تقعد معانا . لا يتردد في سحب مقعد إلى جوارها ويجلس لا يستطيع إخفاء ابتسامته كأنه قادم إليها فعلا يطلب الائتناس لا لعلو صوت الضحكة .

لم تكفيني تلك السطور الماضية أن أفرغ فيها اشتياقي إليها وحبي لها – أقسم بذلك – لم تكفيني تلك المشاهد لأتحسر على عدم قضاء ليلة رمضانية في بيتها تحت ذراعها . عندما أدعوها بماما روحي فهي فعلا روحي التي أغار أن يشاركني أحد فيها وتكفيني هيّ عن شريك آخر .
لكي مني كل اجلال ومحبة ومودة ودموع اشتياق يا أم روحي ..ملكة فن الاحتواء .. ماما هويدا صالح .

يوم نكد من أوله

اليوم كان أول يوم لي في الجامعة بالرغم من أن الدراسة قد بدأت من ثلاثة أيام إلا أنني لم أحضر إلى كليتي إلا اليوم ربما لأنني مللت المكان الذي استهلكني أربع سنوات كانوا بمثابة عشر سنوات .. مللت الوجوه والمعامل وأصوات الفرقعة وصراخ البنات من لسعات حمض الكبريتيك المركز الذي دائما ما كان يفسد على فرحتي بملابسي الجديدة فإذا سقطت منه نقطة على البلاطو مزقته وتسربت إلى ملابسي فتحولت إلى قطعة قماش لا تصلح إلا لمسح أرضية المنزل فتعلمنا ارتداء السبع طبقات احتياطي . مللت من الرشاوى التي ندفعها للعاملين لسرقة بودرة النباتات والصودا الكاوية ..مللت من جلسات النميمة ومراقبة الساقط واللاقط وعيون زملائنا البنيين التي تتتبعنا من خلف السحاحات والحوامل وأنابيب الاختبار .حتى مظاهرات الإخوان وانتخابات اتحاد الطلاب والتبرعات التي لا نعلم إلى أين تذهب قد مللت ذلك كله . مللت من المدرجات التي لم أعد أدخلها من السنة الثانية ..مللت من شرائط دعاة الإسلام في الميكروباصات بأسلوب معتوه لا يمت للإسلام بصلة ثم من النقود الذائبة والتباع السمج ووجوه المرضى الميتين مقدما أمام مستشفى الطواريء . مللت من السؤال المتكرر – انتي لسه ماتخطبتيش ؟ بطلي تكبر بقى انتي مفيش حد عاجبك وربنا هيعقبك .
ملل ملل ملل .. والتجديد يكون بعكس ترتيب الجملة بدل من يا عم محمد عوزين الداتورا .. نقول يا عم محمد تاخد كام وتجبلي الداتورا .
هذه السنة هي آخر سنة لي في الجامعة ..بالرغم من كل ما لقيت فيها من ملل وزهق إلا أنني حزينة فعلا لتركها ..لدي شعورين متضاربين هل أستمتع بكل لحظة فيها مع زميلاتي ونلتقط الصور في كل ركن فيها أم أضع يدي على خدي وابكي استعداد للفراق .
كل وجوه البنات التي قابلتهم اليوم كانت وجوه بائسة كئيبة ..حزينة على غير عادة أول لقاء بعد الأجازة .. الكل ينظر في يد الآخر ..حتى البنيين ينظرون يرصدون من اتخطبت ومن لازالت لديه امل فيها بعد ان حمى له الله يديها من أي دبلة .. كل البنات حزينات .. البنت التي لم تخطب فتقريبا لديها شعور بالعنوسة لأنه آخر عام لها في الجامعة .. الفرصة الأخيرة . وللأسف نحن أكبر ناس في الكلية فلا تعلونا فرقة أخرى اكبر يتصيدن منها عريس وأعتقد لهذا السبب لم يشتروا ملابس جديدة واكتفوا بالقديمة الباهتة . وسط كل تلك الكآبات أخلق لنفسي عالم مريح باسم ولو للحظات .. شغلت راديو المحمول على البرنامج الموسيقي وجلست وسط الخضرة القليلة أمام كليتنا ولكنها تكفيني لأن أتخيل وأبتسم . اللحظات الجميلة دائما ما تقطع .. جاء إلي وكان وجهه أكثر كآبة من كل الوجوه التي قابلتها في صباحي النكدي ..دكتور "حازم"دكتور الكمياء الحيوية .جلس إلى جواري دون استئذان وهو يبتسم :- وسام ... إزيك .. اخبارك ؟
ابتسمت في خجل :- كويسة الحمد لله . وبالرغم من انه استشعر خجلي إلا أنه جلس أيضا . بدأ حديثه بسؤال لا يختلف كثيرا عن السطور السابقة :- ألا ماتعرفيش علاج للdeprssion (الاكتئاب) ؟ بصراحة كان نفسي أنفجر في الضحك رددت في نفسي – هو انا نقصاك إنت كمان . ولكني تماسكت احتراما لمعلمي وقلت :- والله يا دكتور انا شايفة إن الاكتئاب ده سببه عدم الائتناس . قطب مستفسرا :- الائتناس ؟؟ يعني ايه ؟
أنا :- يعني حضرتك عايش في عالم ضيق فردي من اختراعك انت وبس لأنك مش لاقي حد يؤنس روحك..حد تستريح لما تكلمه لما تقوم يقوم معاك وما تضحك يضحك معاك ..وليف يعني .
ضحك الدكتور وتكفيني ضحكته لأتأكد من اني دكتورة شاطرة عالجته من الاكتئاب . وقال :- يا وسام انتي محتاجة حد تحبيه ويحبك .. انتي عندك فراغ عاطفي .
بصراحة بصراحة لم أتمالك نفسي هذه المرة وعلت ضحكتي :- يا دكتور انا بتكلم في المطلق .
أما الشيء المضحك أن كل الكلام الذي قاله دكتور"حازم" كان على نفسه فهو قد تجاوز الثلاثين من عمره وكلما تقدم لبنت رفضته وكلما أحب بنت أنكرت حبه وسبته ؛ لانه لا يهتم بمظهره ولا ألفاظه ( لسانه زفر ) زي ما بيقولوا دائما طالق ذقنه الشعثاء وهو طقم واحد لا يغيره صيف شتاء .واصل حديثه :- في المطلق .. فعلا عندك حق .بس أنا اعمل إيه ما أنا عملت كل اللي أقدر عليه طلبت إيد العالمة والعالمة (الراقصة) الحلوة والوحشة ومفيش حد راضي بيا . قطعت كلامه بشيء من النفاق :- ماتقلش كده يا دكتور حضرتك انسان جميل وأي بنت تتمناك . التفت إلى في جلسته وقال :- والله يا وسام انتي شجعتيني أصرحلك باللي في قلبي ..أنا .. أنا ..
هنا لوحت بيدي لياسمين التي لم تكن امامي أصلا وسحبت حقيبتي مسرعة وانا أستئذنه في الانصراف لحضور المحاضرة مع ياسمين ووسام . أومأ برأسه وابتسم في تفاؤل . ابتعدت في مكان آخر حتى جاءت ياسمين ووسام وهبة .. وعندما رأيتها من بعيد .
كفاية كده بصراحة تعبت من سرد الكآبة أكمل بعدين .

الاثنين، 22 سبتمبر 2008

أنا تايه

رحت أزورها لقيت كل حاجة فيها جبس

وشها جبس .. ذراعها جبس .. رجليها جبس

حضنها جبس .. عواطفها جبس

أكيد تهت ودخلت مكان غلط


متحف الجبس الشعبي

نطلب المساواة

إذا كان الرجل هو التاريخ

فالمرأة هي الخغرافيا

لاصق بغراء

استهلكت كل الألوان وأن أرسمه .. بعد أن خططت ملامحه بقلم الفحم .. أخذت أنّقر بالفرشاة في وجهه وجسده ..تفتت اللوحة ولكن لازال هناك مزيد من الألوان لم تستخدم بعد الأحمر ..لون الحب الأصفر لون الغيرة البنفسجي لون جنائزي ثم لطخت كل هذه الألوان باللون الأسود .. الأسود .. الأسود لم يكن في اللوحة لون أبيض مطلقا ! انتهيت من اللوحة وأراحني تماما المنظر النهائي ..قصاقيص ملونة ذابلة مهترئة مبعثرة على الأرض من كثرة خلط الألوان . تخلصت من ملامحه إلا أن صوته لازال يتأرجح في محراب أذني .. رفعت يدي أسد أذني فتلطخت هي الأخرى بالألوان . صدى صوته يزداد في أذني .. يحتدم بداخلي يعبث بلون القلب الأحمر والكبد القاتم والمعدنة البنية من كثرة تناول الكوكاكولا . اختلطت ألوان جسدي ..رفعت يدي من على أذني بعد فشلي في الخلاص من صوته . التفت خلفي وجدته يبتسم ..حاملا في يده كوب النسكافيه يقول ببرود :- حبيبتي نسيتي تبروزى الصورة –صورتي- !!!.

الأحد، 21 سبتمبر 2008

ليس من حقي الابداع .. لأنني لست معاقة


لماذا نتمنى زوال النعمة كي نتطلع إلى ما هو أكثر منها ؟ إذا كنت إنسانة لدي أي نوع من الاعاقة سوف تنحني لي الرؤؤس وتخلع لي القبعات وتحمر الأيدي من التصقيف حين أمارس الكتابة أو القراءة أو الرسم أو حتى سماع الموسيقى بأذن معاقة .. بعد كل هذا أسمى "متحدية الاعاقة " . أما إذا كنت سليمة الاعضاء – بالطبع النفس لا – فلن ألاقي كل تلك الحفاوات عندما أقول أني أحب كتابة الشعر أو القصة أو الرسم ..بالعكس سوف تشير إليّ أيادي المجتمع الذي مهما حدث له من تطور فلا يزال يحوي بداخله أفكاره القديمة ..سوف ألام بأني سأصبح عانس في يوم من الأيام لأنني تجاوزت العشرين وأرفض الزواج قبل أن أضع قدمي على طريق مستقبلي ..مستقبلي أنا . سوف يحمر وجهي وأنا في الصالون من نظرة عريس الهنا وهو يقول في تعجب وسخرية في آن واحد :- الكتابة!!! مش شايفة انك خيالية شوية وإن الحاجات دي كلها ملهاش لزمة ..المهم البيت والأولاد ؟
هناك بحث أكيد يقول أن الذكاء يورث من الأم وعندما قيل أن الخال والد هذا حقيقي بالفعل لأن معظم الصفات الوراثية تحمل من الخال بالطبع عن طريق الأم . بما أني أحب الكتابة ..الرسم –أعمال مهارية- فمن المحتمل بنسبة تسعين بالمائة أن يرث عني أبنائي كل هذا وأعززهم أنا بخبرتي وأنمي قدراتهم فيضاف إليهم الذكاء .. هل سيفرح هذا العريس عندما يجد أبنائه موهوبين أما سيأخذ الأمر منهم مأخذه معي ؟
هل إذا كنت بنت دون الجمال –جمال الشكل – أعترض على تلك الجملة – هل سيكون موقف الجميع مني كذلك (ملكيش غير بيتك وجوزك ) أم لأن وقتها سيكون الصالون خالي دائما من أي رجل يأتي لشراء بضاعة غير رائجة فسيفسحون لي صدورهم بكلمات المواساه :- الرك على الروح .. الجمال جمال الروح .. وانتي عندك موهبة الناس تحسدك عليها . وأجد منهم تشجيع ودفعات فيما قد رفضوه اما وجود الجمال الشكلي أو القبول ..!!
منطق غريب أيها المجتمع الذكوري .. لم تجدي معك محاولات قاسم أمين ولا تذكر نازك الملائكة ولا بنت الشاطيء ولا السيدة سكينة بنت الحسين صاحبة أول صالون ثقافي في الاسلام ولا بنازير بوتو ولا حتى أبله سوزان !!

فن الاحتواء



شهرزاد ... تعلمني تلك السيدة التي من ورق أو على ورق أو ربما كانت جدتي كيف يكون الاحتواء وإن كان هذا الاحتواء بصورة أخرى بعيدة عن كونها أنثى فترضي أنوثتها فحسب .. تعلمني كيف أمسك خيوط العاطفة ثم أرخيها على من احب ..ابني الصغير ..ابني الكبير (زوجي) ثم ألعب له في شعره وأربت على كتفه لأحكي له قصة التاجر والعفريت ثم الحمّال والبنات ثم السندباد البحري ثم مضايقات زملائي في الشغل وأزمة المواصلات ومصروف البيت الذي على وشك الانتهاء . تعلمني كيف يكون الحكي بابتكار ..كيف أمرن صوتي على اختراق أصلب الآذان فتستسلم لي وتسترخي فأقول ما أريد .. تعلمني كيف أعد فنجان من الشاي أقدمه دون طلب إلى ابني الكبير ثم أسحبه إلى حضني وأترك له هذه الليلة هوى الحكي ... كيف كان يومك .. ما الذي يضايقك ؟ ثم أراود غضبه وهو يحكي أسباب ضيقه بابتسامة وانشاد

قل لمن يحمل هما إن هما لا يدوم
مثلما تفنى المسرات كذلك تفنى الهموم

أو بكلمة طيبة قالتها شهرزاد بلغة أمي وأختي وجدتي " ماتزعلش نفسك ولا يهمك " ثم ألقى نكتة قرأتها مخصوص له اليوم .تعلمني كيف أخرج سحب الحنان الرابطة في قلبي تأبى الرحيل فأحتضن دبدوب متوسط الحجم وأسرح معه وأنا أقول - فلما ألقى النوى على الأرض خرج له عفريت كبير ... ثم أنهض من جلستي وأتراقص معه وانا أغني حبيب ماما ياروح ماما أحبك لو تقول ببّاه عشان ممّاه وحشها والنبي .. ببّاه . او ربما كانت رقصه معه على موسيقى تايتنك ثم ألقيت به في الجو وانا أنغم طار في الهوى شاشي وانت ماتدراشي ..يا جدع . ثم زيارة شهرية إلى الملاجيء وبكاء عند رؤية الورد من رقته التي اقتحمتني .
تعلمني شهرزاد أن أكون أنثى بالمعنى الصحيح ولا أعني بالانثى هنا هيفاء أو نانسي أو دينا فقد ظهرت شهرزاد أصلا لتمحو فكرة الأنثى الشيطانة التي تتخذ من جسدها تعاويذ سحرية تعلقها برشاقة في رقبة الرجل الذي تستملحه .ولكن الأنثى التي علمتني هي تلك التي تدفع أمامها ملايين الدنيا كي تحضنك وأنت تشعر ببرد الوحدة واختناق الروح ..هي التي تجري وراءك بساندوتش قد ملأته حنانا قبل طعاما لتغذيك باهتمام تتمنى لك طول العمر ..هي التي إن ضاعت أمك وجدتها وإن ضاع شبابك وجدت ابتسامتها لازالت لك وحدك وإن اختنقت عينك بالبكاء وضاقت بك الدنيا فلن تجد غير صدرها يحتويك فتبكي أمامها دون خجل . هي تلك التي أطمح ان أكون ...و مستحيل أن تعود مخترعة فن الاحتواء .. شهرزاد.

طبيب أسنان


السوس ينخوّر في درسي من درسي آه ياني
شكيت الوجع لطبيبي أسناني وجعاني
مد إيده وسألني فين اللي بتعاني ؟
شاور صباعي برعشته الدرس اللي فقّاني
مسك أداته وقالي هحشيلك التاني
حشهولي غصب عني وفاتورتي قتلاني
قالوا الطبي أسنان قلت يا كتر ما نعاني

أيتها القدم الكبيرة


على هذا الكرسي .. بكيت أمي بالأمس وأبكي أنا اليوم بنفس الصوت .. التنهدات ..الزفرات .. لنفس بعض الأسباب .. أمي بكيت بالأمس القريب والبعيد ولاتزال تبكي .. يدها تغطي وجهها والدموع تنساب من بين أصابعها والحاضرون كثير .. ولا أحدا يربت أو يهدهد .بدأت أنا البكاء اليوم وليس لدي أمل في أيد تربت

أيتها القدم الكبيرة
لا تدوسي
على أحلامي بقوة
روحي تسكن أحلامي.

الأبيات السابقة للشاعرة أمل جمال .

الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

اختلاق


أثق أن عمري لن أصل إلى حد إبداعه وأني سأظل أقفز هكذا خلفه وهو يسير . كلما سار خطوة ازداد طولا وعلا منكبيه فأزيد أنا القفز . أعلم أني لن أشرب الخمر يوما ولن أترنح ولو برائحة كوب فارغ منه قد سكبته في تلك الزارعة الخضراء باصطناع حين تركت هذا الكوب يلامس شفاهي فارغا . أدرك أيضا أني لن أتجرأ يوما وأتعاطى مخدر ولو كان دواء سعال للأطفال على الرغم من احتياجي المضني إلى هذا وذاك كي أرحل بعيدا عن نفسي القاسية ولومي المبرح لها ولكني سأكتفي بالابتسام واختلاق حالة النيرفانا وارتفاع صوت الضحكة أحيانا وأنا أنصت إلى نكته سخيفة فقط لأتأكد من أني لازلت أستطيع الضحك . سأرسم وجهي بهباب إبريق الشاي وأضع علامات سوداء منه على أنفي ووجنتي ووسط جبيني وأترنح مكسِرة كل الأواني وأكواب المياه وأنا أردد أنا جدع فقط لأني شربت الآن كوبا من اللبن الدفيء وأنا أسد أنفي بمشبك أوربما كان كوبا من الينسون البائت ذلك فقط هو ما أقدر عليه !.

الطيور تستعد للرحيل


أمام عيني الآن تنتصب كل جدران بيتا المتواضع ..أضع يدي على قلبي عندما رأيت أثار أقدام من دم على الطرقة الواصلة بين غرفة نومي والحمام . أيكون قتل ؟؟ . أنفض عن ذهني كل هذه الخرافات وأعود أضغط مفتاح الاتصال .. لازال الهاتف مغلق وتليفون المنزل مرفوع من الخدمة .. أترك التليفون و أعود أسند رأسي على كفي .. أرى الآن جدران غرفة نومي تنتصب أمامي ..أرى سريري يحتضن اثنين .. هاهو زوجي ومن الأخرى ؟! هل هي أنا !! ام أنه تغيب عودتي فاصطحب من اصطحب إلى فراشي . أنفض عن ذهني هذا المشهد وأعود أضغط على مفتاح الاتصال .. لازال الهاتف مغلق .
تتلمس يدي الآن جبهته ..قد ارتفعت حرارته وتضببّت عينه في حمرة دم .. وتصبب عرقا وهو ينادي باسمي
كي أحضر له كوب من الماء .. أضع يدي على قلبي .. هل أصابه برد ؟
أنفض عن ذهني هذا المشهد وأعود أضغط على مفتاح الاتصال .. لازال الهاتف مغلق وتليفون المنزل مرفوع من الخدمة .. تذكرت الآن فقط أن هاتفه في حقيبتي وأن منزلنا قد هجرنا وأنه الآن عند مليك مقتدر .

رطوش


لم أكن أدرك في مكان غير هذا المكان كيف تكون ملامحه عندما نفترق لأنني أبدا
لم أعزم على الفراق . أطلقت عقلي يسطّر خيالاته وأحلامه في قصر حجارته من ذهب
وسيدة عواطفها من حجر وحاجبين مرفوعين في تأمر واحتقار .لا تتعب يدها من رفع السوط
وإسقاطه بكل قوة على ظهره حبيبها .لا ترهقها أناته ولا نظرات عتابه .
ذلك الذي كان من خمس ثواني فقط هو نصف روحي بل كلها .. شريكي في طبق أبيض مقشور
وكسرة خبز جافة وحلم واحد بالاحتواء .
قد زال عني صوتي الرقيق ومشاعري الغضة وتنهداتي وأنا أتشبث في يده ..نسير لا ننظر خلفنا لانعبأ بالسيارات الفاخرة ولا بفترينات محلات الماركات .أرضى فقط بكوني بين ذراعه قطة بيضاء تغمض عينها حين يحرك يده على فرائها الناعم فتنام في أحضانه أمام المدفأة وإن كانت حزمة من حطب مشتعل .بعد خمس ثواني .. أنا المتجبرة .. القاسية .. كرهت كل ملامحه ورأيت كل عيوبه .. رائحة فمه الكريهة وطريقته المستفزة في تناول الطعام ..البقع السوداء التي في وجهه..عيونه الذابلة . لم أعد أقدّر رجولته ولا أستشعر الدفيء منه ذلك فقط لأني الآن أوقع في كشف الرواتب أمام أول راتب لي.. خمسمائة جنيه مصري فقط لا غير

مزاجنجي



عقل صناعي عقل بلاستيك
عقل وشغال بالشقلوب
عمة وطاسة وجسم ممدد
لما في ثانية بشمه يدوب
حتى جماله الغايب عنا
استأذنا في لفه اسكوب
ولا الماشية ..ماشية وقاعدة
زحفة وتنية وزقة يادوب

أكره قوي كل ملا محه
لما في بؤه حاططلي سيجارة
وأتخيل عينه وملامحه
زايغة وعوجة في قاعدة زبالة
أبعد وشي ..أمشي وأهشه
بره الشقة ..بره الحارة
شكله محشش .. شكله ينرفز
مسنود ع الحيطة اللي ورايا
طب أجري وطبطب
يمكن يعقل ولا استنى شوية يفوق ؟
عقل صناعي عقل بلاستيك
عقل وشغال بالشقلوب .


وسط الناس التايهة تملي
قاعد زابط لاي الشيشة
والحجر العثمانلي اتزين
يجي ميت مرة بتمن حشيشة
وما الحلوة عليه بتميّل
يمسك قلبه قال حبوب
عقل صناعي عقل بلاستيك
عقل وشغال بالشقلوب


ماشي يغني .. عيني يالاللي
يقعد حبة وحبة يقوم
ناسي معاد الشغل يا فندي
داخل ظابط وقت النوم
راجع تايه وبيطوح
سكران طينة بن المصدوم
وما نديت اطلع يا منيل
راح في مكانه قوام مكبوب
عقل صناعي عقل بلاستيك
عقل وشغال بالشقلوب


أخرج بره أجيب كام بيضة
لجل ما أعمل أحلى فطار
أرجع ألاقي الشقة حريقة
صاحي يدخن قال محتار
خايف يرجع شغله يلاقي
صنقر ناوي بأخد التار
أصرخ وألطم بعد ما ولول
وأسأل يمكن سمعي ضعيف
تار إيه دا ياعين أمك قولي
ريح قلبي أنا قلبي خفيف
يضحك فاتح بؤه الأصفر
قالي نسيت أديله الساعة
عهد وبايت كل ما بسكر
أرهن ساعتي قوان مغصوب
عقل صناعي عقل بلاستيك
عقل وشغال بالشقلوب


أنا هجري وطبطب
شكله هيعقل
عينه بتدمع دمع حزين
هاخده في حضني أضمه وسمي
أرقيه من شر الفاسدين
وانسى الماضي ده كله أكنه ماكان محسوب
عقله رجع بيفكر تاني
عقل طبيعي عقل رجالي عقل مظبط
مش مقلوب