الاثنين، 29 سبتمبر 2008

أطياف العمر

هما يفرحان بخريف العمر وثلاث خطوط لقوس قزح باقية من الشتاء الماضي ليطعم كل منهما الآخر ..تلك الرغبة التي أخفياها عنا . الغرفة المجاورة أصبحت فارغة مثلما تمنيت كل يوم . لم أكن أدرك مرارة الفراق ولا ضيق أنفاس الوحدة التي أنشدها عمدا الآن أصبحت قهرا . لم أتعذب بطيف روحي جدي مثلما أتعذب الآن . قد جاءت خيالات عاداته تلازمني ..السعال بصوت عالي .. رائحة تبغه على مقعده الخالي في المقهى .. صوت الملعقة في دوامات شاي ثقيل وأجزاء قد لقطها من اسمي . لا يزالان يفرحان بخريف العمر .. يسيران في سعادة لم أرها على وجهيهما من قبل لماذا حرمانا تلك السعادة.. لإتمام رسالتهما في الحياة .الرسالة لم تنته بعد لا أزال وحيدة . أطيافهم تلتصق بأوراق الخريف المتساقطة والغرفة لازالت فارغة والبيت يهوى صدى الذكرى ونداءات على من بالمطبخ وعلى من ينتظر اتصال بعينه . نفق الزمن يبتلعني ..سأعلق كل الأطياف على الحائط ..أطياف من ماتوا ومن لم يعيشوا كي يموتوا ..سأحتفظ بما تبقى في البيت من دفيء وحنان في كل االكؤس الفارغة وأقلبها على فوهتها ليظل بها أتنفسه عند الاشتياق . ليتني أدركت قبل هذا حين فرطت في دعوى التجمع كيف تكون الوحدة قاسية

ليست هناك تعليقات: