الأحد، 5 أكتوبر 2008

عبث الأحلام




أن تخبرني جدتي أو غيرها أنها حلمت لي حلم ..شيء يثير فضولي واهتمامي وابتسامي ، لأني أنا التي دائما أقابل أصحابي وأهلي بتلك المقولة " أنا حلمتلك حلم ويكون الرد الدائم .. خير ! " كأنهم واثقون من أن هذا الحلم هو اللغة السرية للغيب أتى إلي على أطراف أصابعه يهمس لي في منامي .. يوشي بواقع الغد ؛ ربما لأن معظم أحلامي تتحقق ! أليس الأحلام هي التي نراها في نومنا ؟ أنا لم انم عمري ..فإذا نام جسدي فعقلي لا ينام دائم الحركة والتجوال في الماضي والحاضر والمستقبل .. يوسع خطواته .. يعبث في المستقبل. هاربا من الماضي مستغل اتساع عيني في الحاضر فيريط ويجمع ويستنتج فأكون الحلم .
قرأت كثيراعن الحاسة السادسة والتخاطر .. كانت تضايقني كثيرا بالذات في أيام الثانوي .. عندما كنت أمشط شعري وتسقط على عيني شعرة أغمضها فجأة فأرى من أقابلهم في طريقي.. فأقابله فعلا ..حتى انني عندماأكلم أصدقائي في التليفون كنت أصف لهم ماذا يرتدون .. أقول مداعبة :- هالة اقفلي زرار البيجامة البمبي اللي انتي لبساها دي . تصرخ ملقية سماعة التليفون على الأرض وتقول :- وسام .. عرفتي إزاي !.. اكمل حديثي :- هقولك بس لما تعزميني على الكوارع اللي ماما بتطبخها . تصرخ ثانية وتلقي بالهاتف على الأرض :- وسام ماتقوليش الكلام ده لحد. كنت أبكي لأن هذا الشيء يؤرقني ، يجعل الكثيريين يخافونني بل وأخاف أنا من نفسي عند النوم ..مع العلم اني أبدا ما رأيت أمامي بقدر ما تخيلت . أذكر اني بكيت على موت جدي مقدما قبل موته بأسبوعين ولم أحكي لأمي هذا الحلم حتى مات جدي فجأة وهو جالس بيننا ينتظر الغداء . دعوت كثيرا ان تختفي من عندي تلك الحاسة وقد كان فقد اكتشفت أنها تأتي للذهن الصافي فعكرت ذهني عن دون قصد .هناك تفسير يقول أن الحاسة السادسة لها علاقة بالذكاء والقدرة على استنتاج وربط الأحداث وان المعلومات وهي المادة الخام للأحلام تتخذ طريقا آخر في مساراتها داخل تعرجات الجمجمة فتنطبع برموز تتكون بيها صورة الحلم . ويقولون أن الحاسة السادسة كانت حاسة الاستشعار عن بعد ومكانها جدار الجيوب الأنفية كان يستخدمها الإنسان البدائي في استشعار خطر الحيوانات المتوحشة مثلما تستخدمها الكلاب وبعض الحيوانات الآن في الاحساس بالزلازل ولكن من منطلق نظرية " لامارك" ان العضو الذي لا يستخدم يفنى ويهلك فبتقدم الحياة من بدائية إلى مريحة أخذت تلك الحاسة في الاختفاء .
أليس في النوم تخرج الروح من الجسد تتجمع في مكان اسمه " البرزخ" يقبض الله فيه من يشاء ويرد من يشاء ؟ ياترى في تلك الرحلة التي قامت بها روحي من مرقدي في سريري إلى البرزخ الذي لا أعلم مكانه من قابلت ؟ وهل تطابقت الرموز التي طبعتها في ذاكرتي مع مثيلتها فرأته في الحلم ؟!
ذات مرة كنت ألعب مع أخي الوحيد بعد أن درست مراحل النوم الاربعة ..في المرحلة الرابعة التي يبدأ فيها الانسان الحلم تتحرك عدسة عينة بسرعة تحت جفنه المغمض فرحت أنتظر تلك المرحلة من اخي النائم كي أسيطر على أحلامه .. أتيت بقطارة وكوب ماء وأخذت أقطر الماء بجوار أذنه وعندما استيقظ لم أسأله ماذا حلم بل أفضى إليّ هو بحلمه أنه تبول – عملها على نفسه – وكان يخشى الصحو كي لا يجد الفراش مبتل فترتج رجولته .
عودة إلى حلم جدتي .. حلمت لي جدتي أن هناك شخص وسيم في جمال خالو خالد –عشق عمري .. روحي التي أتنفسها عن بعد في المكان وقرب من القلب-– يقدم لي كتاب جميل غلافة شديد البهاء كتب عنوانه باحرف زاهية مضيئة . في بداية حكي جدتي كنت أخذ الأمر باستخفاف أقول :- اكيد عوزة مني حاجة وحطاها في صورة حلم. إلا أنها عندما أنهت حكيها كنت في زهول تام أربكني حتى في تنفسي ..جدتي لا تعلم أني أحب القراءة او الكتابة فجاءت جملة شخص جميل ويشبه خالو خالد يعطي لي كتاب بمثابة الصاعقة .
أول أمس – ليلة العيد- كنت قد حلمت بأني في مكان مخيف به مبنى واحد مفتوح من كل أرجائه وبه شخص يبتسم لي ويشاور بيده :- تعالي انا مستنيكي . أخذ يتكلم كثيرا وان أسد أذني أتلفت حولي أختنق من الإضاءة الحمراء المختنقة ..حركات شفاهه تنبت بكلمات عشق مثل ..أحبك .. فرصة .. أعود . ملامحه مشوشة من شدة ضعف الاضاءة إلا أن الشيء العالق بذهني أنه طويل القامة .
في أول أيام العيد كنت عند جدتي – بيت العائلة- كنا قد أغلقنا الباب وقت العصر لتناول الغداء ..دق على الباب فتحت .. وجدته شاب وسيم للغاية ..طويل القامة .. قوي البنية مثلما يقولون ( طول بعرض ) عيونه خضراء .
- أيوه .. اتفضل . فاجأني خالو ابراهيم من الخلف :- أيوه مين حضرتك ؟
- -أناعمرو بن بنت عمتك اللي في اسكندرية . احتضنه خالي ربما مجاملة هي اول مرة يرا فيها بعضهما هذا الشخص لا يعرف أي أحد من عائلتنا سوى بنت عمة خالي ( أمه) وبالرغم من ذلك جاء يعيّد علينا !
- اصطحبه خال للداخل مد يده للسلام علي وسحب مقعد إلى جواري وباغتني بجملة ذادت صمتي :- أخبارك إيه ؟ على فكرة أنا حلمت بيكي امبارح .. ماتخيلتش إني أشوفك هنا . كان ردي الصمت ثم الانسحاب في تجهم من هذا الشخص ؟ أهو من حلمت به أم من حلمت به جدتي أم هو مجنون فرض نفسه علينا وكيف يسمح له خالي بالدخول لمجرد أنه قال انا ابن بنت عمتك ..جملة عائمة .. ما أسهل ان ننصح الآخرين هل نسى خالي نصائحه .. لا يكن ظنك إلا سيئا فإن سوء الظن من حسن الفطن ..
- ياترى من هذا !!! وكيف تجرء على محادثتي كأنه يعرفني من زمن ..موقف أشبه بأفلام صنعتها هوليود وصدرتها لمشاهده اسمها على اسمي .. ولها نفس ملامحي .
- على أية حال يكفيني خالو خالد حبي الأول والاخير ..عشق عمري .. سلامي عليه لا يصح إلا بقبلات حادة ثم يحملني على ظهره .. أطوق رقبته وأقبله في رأسه .. نتحاور أتمنى طلبه فلا أنتظر نطقه ..كوب شاي طبعا .. أحبك كثيرا يا ملك قلبي وروحي وعمري وتفكيري وسبب عنوستي لأني لن أجد لك شبيه يقاسمك في حبي ....
الصورة .. صورة خالو خالد

هناك 7 تعليقات:

romansy يقول...

اول تعليق


محــــــجــــــوز


ل


رومــــــــــانـــسى

Dr. wessam kabil يقول...

احمد

انت بتاخد فكرة وهتشتري بكرة ولا ايه؟

على فكرة والله قريت بوستك الجديد ساعة ماكنت منزلة بالظبط
وعجبني

والقصة مغذاها فوق الرائع شبيها بألف ليلة وليلة بس هي مش في قالب قصة اكتر من انها سرد وعظي اوحكمي

ياريت تحطها على مدونتك

انا دخلالك حالا

romansy يقول...

الاول يارب يخليلك خالو خالد ويخليلك جدتو
اما لموضوع الحاسه السادسه اللى حكيتى عنها دا بيحصل فعلا بس لما يكون القلب زى ما بيقولوا ابيض
مش فيه حقد ولاغل لاى حد
ودى حاجه طيبه تتحسدى عليها

اسلوبك رائع فى توصيل الفكره

وبعدين دايما بنخاف من عبث الاحلام بينا
يارب كده حقق احلامك كلها

Beram ElMasry يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
يرى الاخ الكريم الدكتور/ توكل مسعود ، صاحب المدونة
http://belawa6an.blogspot.com/
انطلافا من فلب طاهر ونفس صافية واعتمادا على ثقافته الواسعة ، يرى تغير اسم مدونتى
http://elmedahwel.blogspot.com/
المدهول ، غيرة منه على اسماء اخوانه فى مقال رائع ، ارجو مشاركته فى تجربته الرائدة ، واختيار اسم جديد
والسلام

موناليزا يقول...

قد تكون الحاسة السادسة منحة الهية
تتطلب حنكة للتأقلم على وجودها

محمد العدوي يقول...

أنا في دا صفقت كثيرا


بجد

تسلم ايدك يا وسام .

غير معرف يقول...

لا اعرف ماذا اقول... اقرا كلماتك و كانك تكتبين سيره زاتيه عن حياتى!! أقرا كلماتك وكانك تكتبين عنى و نحن لم نتقابل بعد وكأن القدر لم يجمع بيننا عبثا
لقد كنت دوما و لازلت اعانى من هذه الحاله التى ارثها عن امى الحبيبه وقد اعتاد كل منا عليها.. لكنى امضى فى حياتى بهمومها و مشاكلها.. يأفراحها و أحزانها ولكن لاتزال تطاردنى احلامى فمنها الذى تحقق ومنهاالذى لم يتحقق بعد تاركا ورائه علامات استفهام هل سيتحقق مثل الاخرين هم انه عبث الاحلام؟؟؟؟؟؟؟